الثلاثاء، 9 يناير 2018

مساجد وجوامع اليمن قبة مسجد العلمي




قبة مسجد العلمي 






قبة مسجد العلمي تحقيق معرفات البهلولي 
__________
 
هو احد مساجد مدينة صنعاء التاريخية ، بالمقربة من حارة الفليحي المشهورة ، والصورة والتي توضح بنية المسجد (بيت الصلاة ) والقبة التي بجواره (خصوصا) استدعت الحديث عن شي من تاريخ هذه القبة .
 
يوجد نقش مزبور من اربعة سطور فوق الباب العدني للقبة يحكي جزء من تاريخ هذه القبة ، هذه الكتابة او النقش تعرضت للتجصيص في ازمنة متتابعة حتى ملئت فراغات هذا النقش مماادى في صعوبة قرأته بالاضافة الى صعوبة الوصول اليه . ولكن يبدوا جليا كما لاحظت ذكر لـ ((الاكمل سعد بن سعيد المجزبي اثابه الله ))في السطر الثالث ثم كلمات غير واضحة متبوعه بـ ((بتاريخ ذو القعدة من شهور ))في نهاية السطر الثالث ثم جاء في السطر الرابع ((سنه تسع وثلاثين ومائة والف ))
 
كما جاء في السطر الثاني ذكر لـ((سيدي يوسف بن محمد ))...اذن فمجمل مايستشف بشكل مبدئي من النص ان هذة القبة شادها سعد بن سعيد المجزبي بتاريخ ذو القعدة سنة 1139 هـ الموافق 1727 م وان هناك علاقة بين هذه القبة و يوسف بن محمد .
 
هذه العلاقة قد يفسرها وجود ضريح داخل القبة ويفسرها ايضا ماجاء في شاهد الضريح ،وكما قرأت على شاهد القبر انه لـ ((يوسف بن الامام المهدي لدين لله محمد بن امير المؤمنين المهدي لدين الله أحمد بن الحسين بن امير المؤمنين وسيد المسلمين وامام المتقين الامام المنصور بالله القسم (القاسم) بن محمد عليه وعلى ابائه افضل الصلاه والسلام وكان وفاته رحمه الله ورضوانه عليه بعد الفجر يوم الثلاثاء غرة شهر الحجة الحرام من شهور سنة ثمان وثلاتين ومائة والف سنه وكان دفنه في المقبرة المسماه خزيمه وخرج مع جنازته عوام (وقد تكون عوالم ) لم يبق في صنعاء الا القليل ثم انه نقله الحاج الاكرم محب آل محمد سعد بن سعيد المجزبي اسعده الله في الدارين فنقله في الليل بعد اربعه واربعين يوما فوجده على حالته الاولى وذلك بماتفضل الله عليه واولاه اعاد الله علينا من بركاته )) اذن فتاريخ وفاة يوسف بن المهدي صاحب المواهب هى 1138هـ وتاريخ تمام القبة هو 1139هـ ولا نستطيع الاجابة إن كان المجزبي قد شاد هذه القبة اساسا بنيه نقل رفات يوسف بن صاحب المواهب اليها ام خلاف ذلك الا بعد الفراغ من قراءة بقية النص المكتوب في جدار القبه فوق الباب العدني لحسم ذلك .ومن التوافق العجيب انه يقابل هذا الضريح ضريح اخر في نفس القبه تم نقل رفات هذا الضريح  اليها بعد ان كان مدفونا لمايقارب 300 سنه في مكان اخر ، انه ضريح الشاعر المغمور الحسن بن علي بن جابر الهبل ، وكان موقع قبره في موقع مستشفى الثورة العام ولعل كان اسم تلك المقبره هناك جربه الروض ثم قام بعض الاهالي ومحبي الشاعر الهبل وربما اقاربة بنقله في اواخر الستينات اثناء تشييد مستشفى الثورة .
 
وقبل ان اختم حديثي ، اود ان اشير الى تواجد شواهد لاضرحة قديمة مابين السليمه و المتكسرة لا اعرف كيف انتهى بها المئال الى هذه القبة وهي عرضه للكسر او للسلب مالم يتم تحريزها او رفعها .
  1. والله اعلم 

مساجد وجوامع اليمن جامع ومدرسة المظفر




جامع ومدرسة المظفر








جامع ومدرسة المظفر أحد مساجد مدينة تعز التاريخية، بني في ، أنشآها السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر من بنو رسول ويقول بعض الباحثين أنها أسست في النصف الأول من حكمه (648هـ/1250م) جرت عليها بعض الاضافات والتعديلات خلال العصور المتعاقبة، فقد كانت هذه المنشآة الدينية منذو إقامتها وعلى مر العصور المتعاقبة، محور اهتمام الحكام، لانها تقوم بدور الجامع الكبير في المدينة، كما أنها من أقدم المدارس المعلقة، والنموذج الأول الذي أنهجته كثير من المدارس الرسولية بعد ذلك. سُمي الجامع باسم مؤسسه الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول ثاني ملوك الدولة الرسولية.يتألف جامع ومدرسة المظفر من بيت للصلاة مساحتها (39,60*15,188م) ويتكون من صدر وجناحين تغطية قبة كبيرة مدعمة بعقود، أما الجناحين الغربي والشرقي تغطي كل منها كابات، ويقع في جنوب بيت الصلاة فناء مكشوف تحيط به الأشجار أما المأذنة فتشغل الزاوية الجنوبية الشرقية منه، وعلى امتداد الصحن في الجهة الغربية توجد مجنة(قبر) بها بائكتان صغيرتان ذات سقف مسطح، أما الجهة الشرقية فقد أزيلت معالمها القديمة ويقع فيها (حمامات). والتخطيط العام لمبنى جامع المظفر عبارة عن بناء من الحجر مستطيل المسقط يتكون من طابقين مرتفعين : يشتمل الطابق الأرضي على عدد من الممرات والحجرات التي كانت تستخدم كسكن لطلبة العلم واستخدمت في فترات لاحقة كمخازن، سقف أحد هذه الدهاليز عبارة عن قبو نصف برميلي الشكل. يشغل الجامع ومرافقه الطابق الثاني ويتكون من فناء (صوح ) مكشوف تحيط به من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية ثلاثة أروقة ؛ وتحيط به من الجهة الشمالية بيت الصلاة وتطل عليه بواجهتها الجنوبية.
تمتاز هذه المنشآه الدينية بتكوين جمالي جذاب، عندما تبدو بقبابها البيضاء مختلفة الارتفاع، وكأنها تسبح في السماء تحيط بها خلفيات بألوان داكنه من المرتفعات الصخرية، كما أن معمار هذه المنشآة الدينية نجح في تحقيق التوازن بين الكتل والفراغات، وميزها بحشد من الزخارف المبهرة سواء من الداخل أو من الخارج، ولا سيما في بواطن القباب التي غطت بزخارف متنوعة، فتبدو وكأنها لوحة فنية متقنة عن ذوق فني رفيع.
 
إذا تكرر الوحدات في تردد سيمفوني متناغم، عكس براعة وإتقان، مما جعلها سجلاً حافلاً لعناصر الفن والعمارة الإسلامية خلال العصور المتعاقبة.
بيت الصلاة
عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل تشغل الجزء الشمالي من الفناء، وتتكون بيت الصلاة من جناح شرقي وجناح غربي تتوسطهما مساحة وسطى، تغطيها قبة مركزية تعلو منطقة المحراب وتقوم على أربع حنايا ركنية، وست قباب صغيرة جانبية تقوم على عقود نصف دائرية تحملها صفوف من الدعامات المضلعة. مناطق الانتقال من المربع إلى المثمن عبارة عن حنايا ركنية. يتوسط المحراب جدار القبلة وهو عبارة عن محراب مجوف يتوجها من الخارج عقدان مسننا الشكل، ويحف بالمحراب من الجانبين عمودان مخلقان يرتكز عليهما العقد الخارجي. تزين منطقة المحراب من أعلى ومن الجانبين زخارف جصية كتابية وهندسية ونباتية. تتميز زخارف القباب التي تغطي بلاطة المحراب والجناحين الجانبيين وأروقة الجامع بثرائها بالعناصر الزخرفية الملونة الرائعة، التي تشكل لوحات فنية إسلامية راقية نادرة الوجود. تتخلل المثمنات التي تقوم عليها القباب نوافذ وحنايا معقودة تؤطرها أنواع مختلفة من العناصر الزخرفية الملونة. تفتح بيت الصلاة والأروقة على الفناء المكشوف بواسطة عقود نصف دائرية الشكل تعلوها زخارف هندسية وتنتهي من أعلى بشرفات مثلثة الشكل متدرجة.
الترميم والتجديد
خضعت المدرسة المظفرية للكثير من أعمال التجديد والتوسعة والترميم، وكان أهمها زيادة عمارتها بأمر الملك الرسولي المجاهد علي بن داود بن يوسف بن عمر والزيادة التي تمت في الجهة الشرقية من المدرسة بأمر السلطان الرسولي الملك الأشرف الثاني إسماعيل بن العباس بن علي بن داود. في العصر الحديث تعرض مبنى الجامع لأضرار عدة تمثلت في تفتت مادة القضاض بالجدران نتيجة للحفر العشوائي للبئر في الجهة الغربية ونتيجة استخدام الطابق الأرضي لدفن الموتى، وسد النوافذ في بداية السبعينيات من القرن الماضي وقد أدى ذلك إلى انتشار الرطوبة والأملاح مما أثر على أحجار البناء وتسبب في حدوث تشققات ظهرت في الجدران وظهرت كذلك في بعض بطون القباب وجدران بيت الصلاة ، وقد نبهنا الجهات المختصة إلى كل ذلك قبل عدة سنوات. يعد جامع المظفر ( المدرسة المظفرية ) واحداً من أبرز المعالم التاريخية الحضارية السياحية التي تزخر بهـا مدينة تعز الجميلة.
رمز لفترة عظيمة
جامع الملك المظفر في مدينة تعز القديمة هو من الناحية الدينية شعيرة من شعائر الله وفي جانبه التاريخي رمز عظمة دول سادت ثم بادتْ في هذه المدينة وبقي الجامع رمزاً لما أنجزه السابقون حباً لله وتعظيماً لبيوته.. قال تعالى : «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» تجسيدًا لتلك المحبة تسابق الملوك في عهد الدولة الصليحية ثم الدولة الرسولية - تحديداً - بذلاً للأموال في بناء المساجد والمدارس الدينية بناءً وإعمارًا بالأحجار واللبن والقضاض وتنويراً للعقول والافهام بتشجيع العلماء وإكرامهم فازدهر التعليم ونمت الآداب والفنون وكثرت المدارس والمساجد.. وجامع المظفر كان بناؤه على يد المظفر وتأسس عام 663هـ وتميز في حينه بالقبة المتوسطة والقباب الصغيرة ثم جاءت التوسعة الأولى على يد ابنه الملك الأشرف الأول عمر بن يوسف بن علي بن رسول في الجهة الشرقية حيث بنيت القبة الكبيرة، والمرحلة الثالثة نفذت بأمر من الملك المؤيد داود بن يوسف بن عمر بن المظفر عام 810هـ الذي أضاف في الجهة الجنوبية للجامع ثم أدخل الصحن المكشوف في عهد الملك المجاهد .. ففي عهد الدولة الرسولية تمت أكبر إضافة في القسم الشرقي ومدخله ومحلات الطهارة (الحمامات) في نفس الجهة، ثم إضافة السلطان عبد الوهاب في مرحلة الدولة الطاهرية ببناء ثلاث قباب لم تكن في عهد المظفر وتم على يد الطاهريين إصلاح الاضرار التي حدثت بفعل هزة أرضية أثّرت في مقدمة الجامع. وفي عهد الإمام يحي بن حميد الدين قام ناظر الوقف أحمد يحي داود في سنة 1321 هـ بإدراج عقود جديدة تحت العقود القديمة للجامع، حيث ظهرت على جدرانه وعقوده التشققات، وكان طول جامع الملك المظفر150 ذراعاً وعرضه 80 ذراعاً تقريباً آنذاك ومواد بناء الجامع من القِطرة (بكسر القاف).
وفي سنة 1379هـ أراد الإمام أحمد بن يحي توسيع الجامع من الجهة الشمالية وحتى لا تتغير ملامح الجامع القديم أوصى العلماء بعدم التوسع في الناحية الشمالية فتغير الزيادة والتوسع إلى مؤخرة الجامع الجهة الجنوبية محل الوضوء والبرك ( المغاطيس ) وتم الانتهاء من بناء المؤخرة في بداية 1963 م.[1]
رحابة الجامع
يتسع جامع المظفر لخمسمئة مصلٍّ وفيه روحانية خاصة وعبق التاريخ يغمر الداخل إليه لحظة تجاوز عتبة الباب ماجعل الناس يقبلون إليه من مناطق خارج مدينة تعز لصلاة الجمعة والعبادة في أيام شهر رمضان خاصة .. فلشهر رمضان نكهة ومذاق فريد لدى من يحيي ليالي الصيام فيه ولا يتصور أبناء الاحياء المحيطة بالجامع أن تغيب عن مسامعهم عبارات الترحيب بمقدم رمضان ووداع شهر شعبان حيث تعلو الأصوات من مكبرات الصوت في الجامع مرحبة بشهر الفضائل قبل حلوله ضيفاً خفيفاً وفي ليالي شهر رمضان ونهاراته يكون المرء أكثر شعوراً بحرية روحه وهو في الجامع.

مساجد وجوامع اليمن مسجد العيدروس عدن




((مسجد العيدروس عدن))





مسجد العيدروس عدن 
 
يعد مسجد العيدروس الذي يقع في حي العيدروس في منطقة كريتر من اشهر معالم مدينة عدن ويؤمه كثير من السواح من زوار المدينة، وقد بناه الشيخ العلامة ابوبكر بن عبدالله بن ابي بكر العيدروس الذي ولد في مدينة تريم حضرموت في (852هـ/1488م) وحفظ القرآن صغيراً وتعلم فيها على يد كوكبة من اكابر علماء وفقهاء المدينة في ذلك العصر حتى اصبح شيخاً ملماً بالعلوم والمعارف الدينية وله العديد من المؤلفات العلمية والدينية والمخطوطات وكان له دور اجتماعي بارز وكان جواداً وكريم اليد فطاف باجزاء من حضرموت ومنها الشحر ثم تجول زائراً الى زبيد وبيت الفقيه وحج بيت الله الحرام وعند عودته زار ميناء زيلع حالياً في «الصومال» ثم رحل الى الحديدة فتعز فلحج ودخل عدن بناء على طلب ورغبة من علمائها في مجيئه اليهم للاقتباس والنهل من علمه ومعارفه ولبى الدعوة فدخل عدن في 13 ربيع الثاني 889هـ/1484م.
قام الشيخ العيدروس الذي توفي في ليلة الثلاثاء 14 من شهر شوال سنة 914هـ الموافق 1508م بتشييد مسجده في عام 890هـ 1485م، واصبح له الكثير من التلامذة والمريدين وذاع صيته في بقاع شتى من العالم الاسلامي.
وفي بداية الامر فقد كان المبنى عبارة عن مسجد صغير بني على الطراز المعماري الاسلامي القديم.
التجديد الاول للمسجد كان خلال عهد العثمانيين في 976هـ،/1568م بعدما يزيد على ستين عاما من رحيل العيدروس.
البناء الحالي والتجديد للقبة والمدخل الرئيسي الشرقي يعود تاريخه الى عام 1274هـ/1895م وذلك وفقاً لما ورد في نص التأسيس على لوح خشبي موجود بالمدخل الرئيسي المؤدي للقبة والمسجد. المدخل الرئيسي تغطيه قبة يصعد اليها عن طريق درجات سلم، ويزين القبة زخارف ومنمنمات نباتية وهندسية مرسومة باللون المائي على طبقة من الجص الجيري بطريقة الافريسيك ويواجه المدخل عقد مفصص اخاذ يشبه تلك العقود المنتشرة في جوامع المغرب العربي.
توجد للمسجد منارة عالية باتت من معالم المدينة وهي ملاصقة للجدار الشمالي للقبة في الركن الشرقي ومبنية من حجر الحبش الاسود وتتكون من بدن مثمن الشكل والاضلاع به ثلاث دورات خشبية تنتهي في الاعلى بقبة صغيرة مضلعة، ولا توجد فتحات كثيرة في بدن المنارة، ويوجد في الطابق الثالث اربع مشربيات خشبية بارزة عن بدن المنارة تستخدم للاذان، ويلاحظ وجود تأثر بنمط العمارة الاسلامي في بناء المنارة بما هو مماثل في الهند وغيران، وذلك بحكم التواصل الدائم مع تلك البلدان الاسلامية الذي فرضه الموقع الجغرافي لمدينة عدن، وقد بنيت في القرن التاسع عشر الميلادي.
  1. تنوع الزخرفة والنقوش الموجودة بالمسجد من حيث تنوع التطبيقات والاساليب التي تم استخدامها في مراحل التجديدات المختلفة تبعاً لاختلاف المدارس المعمارية الاسلامية، كما يلاحظ ان الزخارف والمنمنمات والفسيفساء المستخدمة في الدهاليز قد تمت باستخدام اساليب الحفر والتخريم.

مساجد وجوامع اليمن الجامع الكبير بصنعاء




الجامع الكبير بصنعاء

















معلومات أساسيّة
الانتماء الديني  الإسلام
المنطقة    اليمن
المحافظة  صنعاء
المدينة     صنعاء القديمة
تاريخ الرسامة  القرن 7 - 8 للميلاد
الطبيعة    مسجد
الوضع الحالي  يستخدم طبيعي
الزعيم الروحي في البداية النبي محمد وفيما بعد
الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك
نوع العمارة     مسجد
الطراز المعماري     أموي
بدء الإنشاء      630 م / 6 هـ
تاريخ الانتهاء ترميم 705 و 715 م   


الجامع الكبير بصنعاء القديمة هو جامع بني في عهد الرسول محمد بن عبد الله في السنة السادسة للهجرة وهو أحد أقدم المساجد الإسلامية. أمر بتوسعته الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك والولاة من بعده. وقد عثر علماء الآثار عام 2006م بإشراف خبيرة الآثار الفرنسية الدكتورة ماري لين على آثار سراديب وآثار لبناء قديم لا زالت تلك الآثار تحت الدراسة, وقد اكتشف كشف أثري مهم قبل ذلك بسنوات أثناء إزالة الجص من الجدران حيث تم كشف أثري مذهل حيث اكتشف اثني عشر مصحفا قديما أحدها كتب بخط الإمام علي وكذلك أربع آلاف مخطوطة عربية نادرة من صدر الإسلام ومراسلات من العهد الأموي وهذه النفائس محفوظة الآن بمكتبة الجامع  وهناك مايدل أن هذا الجامع بني على أنقاض قصر غمدان السبئي الشهير بصنعاء, وجدير بالذكر أن أبواب الجامع الفولاذية ترجع لقصر غمدان وعليها كتابة بخط المسند]
ألحقت أمطار غزيرة هطلت في صنعاء عام 1385 هـ / 1965م أضراراً في سقف المسجد في الزاوية الشمالية الغربية. وخلال اعمال الترميم والصيانة أكتشف العمال قبو كبير يحتوي آلاف من المخطوطات القرآنية التي عرفت بمخطوطات صنعاء ومواد أخرى

وصفة الحالي


مخطوطات صنعاء أقدم النسخ القرآنية الموجودة عثر عليها في الجامع الكبير بصنعاء والذي بني بأمر من النبي محمد
الجامع بأبعاده الحالية ينطبق تقريباً على شكل الجامع الذي أمر بإنشائه الخليفة الأموي "الوليد بن عبدالملك" (86هـ-96هـ/ 705-715م) فالجامع مستطيل الشكل، تبلغ مساحته حوالي (68×65 متر) بيت جدرانه الخارجية بحجر الحبش الأسود والشرفات العليا بالطابوق والجص، يحتوي على (أثنى عشر باباً) ثلاثة في جدار القبلة منها باب يعود تاريخه إلى فترة التاريخ القديم نقل من أبواب "قصر غمدان" وهو على يمين المحراب، وفي الجدار الجنوبي مدخل واحد يعرف بالباب العدني تتقدمه قبة صغيرة، وفي الجدار الشرقي خمسة مداخل، وفي الجدار الغربي ثلاثة مداخل يتوسط مساحة الجامع فناء مكشوف مساحته حوالي (38.90×38.20متر) تتوسطة كتلة معمارية مربعة الشكل طول ضلعه (6 مترات) تغطيها قبة حفظت فيها وقفيات الجامع ومصاحفه ومخطوطاته
يحيط بصحن الجامع أربعة أروقة، الرواق القبلي (61×18.50متر عمقاً) والرواق الجنوبي (60.40×15.10متر) والرواق الغربي (39.75×11متر) ويوجد ضريح في الناحية الجنوبية من الرواق الغربي يطلق عليه ضريح "حنظلة بن صفون"، وتبلغ عدد الأعمدة في الجامع (183عموداً) منها (60عموداً) قبلية، (30 عموداً) غربية، (54عموداً) في المؤخرة، (39عموداً) شرقية، ويعود تاريخ هذه الأعمدة إلى (القرن الرابع حتى القرن السادس الميلادي)، أما السقوف المصندقة ذات الزخارف الفنية المنفذه بطريقة الحفر الغائر, ويحدد تاريخ السقف المصدق للرواق الشرقي (بالقرن 3هـ/9م) استناداً إلى طرازه، بينما يعود تاريخ سقوف الرواق الغربي وبعض أجزائه إلى العصر الأموي, وبعضها يعود إلى أوائل العصر العباسي .

  1. للجامع مئذنتان، في الناحية الجنوبية واحدة، والثانية في الناحية الغربية منه، فالمئذنة الشرقية أعيد تجديدها في أوائل (القرن 13هـ/19م)، وتتكون هذه المئذنة من قاعدة حجرية مربعة الشكل بها مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية والأخرى في الناحية الشرقية يقوم عليها بدن مستدير تعلوه شرفه مزدانة بصفوف من المقرنصات ويعلو الشرفة بدن آخر سداسي الشكل فتح بكل ضلع نافذة معقودة، ويتوج هذا البدن بقبة صغيرة وقد وصفها "الرازي" بأنه لم يعمل مثلها إلا في دمشق أو في منارة الإسكندرية، أما المئذنة الغربية في تشبه المئذنة الشرقية إلى حد كبير مبنية على قاعدة مربعة (4.25 متر) يبلغ ارتفاع هذه القاعدة (5 مترات)، ويوجد غرب المنارة الغربية مكتبة مملوءة بذخائر التراث العلمي والثقافي واليمني في كافة المجالات, وفيها المخطوطات النادرة, ومنها نسخ من القرآن الكريم الذي نسخ في عهد الخليفة "عثمان بن عفان " رضي الله عنه، كما يوجد قبران في فناء الجامع تحت المنارة الشرقية.       

مساجد وجوامع اليمن مسجد طلحه







مسجد طلحه




مسجد طلحه
*****
في عام 1246 هجري ، تم الشروع في  اعاده بناء مسجد قبه طلحه من قبل الامام المهدي عبدالله بن المتوكل احمد بعد ان اندثرت واندرست من زمن الاتراك فاصلحها قبه عظيمه تشابه قبه جده المهدي عباس ، واجرى اليها الماء وعمَّر منازل للطلبه وفرشها بالفرش الروميه والقناديل البلوريه ووقف عليها وقفا واسعا وجعل على امامتها واوقافها العلامه محمد بن زيد الكبسي (ت 1271هجري) 
تم الانتهاء من تشييدها كما قرات مزبورا بداخلها عام 12477 هجري ،واقول ان هذه القبه تسمى في مسودات واملاك ال المهدي بالقبه المهدويه الداخليه ، وقبه المهدي عباس بالقبه المهدويه الخارجيه ، ووجدت ان لهما اوقافا تغنيهما اليوم عن التجدي للماء والسراج والفراش ..فمن اوقافهما ارض مبنى الجمارك ووزاره النقل ووزاره الماليه ...وسمعت انه يمتد الى حراج الصافيه ...وجذلك بعض السماسر ومنها سمسره النحاس 

  1. مسجد طلحه

مساجد وجوامع اليمن قبة المتوكل

مساجد وجوامع اليمن قبة المتوكل





قبة المتوكل



الصوره عام 1907 م ((  قبة المتوكل)) قبة الإمام يحي من المساجد العامرة في باب السبحة عمرها إمام العصر أمير المؤمنين المتوكل على الله يحي بن الإمام المنصور بالله محمد بن يحي بن محمد بن يحي حميد الدين أكمل عمارة القبة في سنة 1346 هجري وأرخ لها بقولة. مدت يدي لله أرجو ثوابه فمن بتوفيقي واولاني الله بنيت له بيتا وقلت مؤرخا لك الحمد هذا مابح عمرناه وقد تفنن باتفإن عمارتها واحكتم بنائها وفرشها بالفراش النفيس واوقف جملة من المصاحف الخطية المذهبة الثمينة وانارة القبة بلمصابيح الكهربا الجميلة وجعل مطاهيرها ومواضيها على طريق الذي الغيل الاسود الذي يمر من جنوب صنعاء الي شمالها فلايزال الماء فيها جاريا ومستمرا ورتب للقبة يادنا وإماما من اهل الدين والورع واوقف امولا جزيلة تقوم غلاتة بمصالح القبة ومقررات اهل الوطائف فيها وللة محاسن كثيرة في منها جامع الروض في قرية القابل أسفل وادي ظهر وهو من احسن المساجد وانفعها اكمل عمارتها في سنة 1351 هجري ثم مسجد المتوكل. جوار دار الحجر في وادي ظهر سنة 1358 هجري وجدد عمارة جامع قرية القابل من الجهتين الشرقية والغربية وعمل القبة فوق الباب العدني ايام المطر وعمارة زياده نافعة في مسجد القيداسي في وادي ضهر مع عمارة جميع المطاهير وعمارة زيادة نافعة في مسجد العرة من بلادهمدان مع مطاهيرها وصوحها وعمارة بركة علمان وقضا ضها في سفال وادي ظهر وهيا بركة واسعه كان الناس محتاجين لها في ذلك المحل وعمارة جامع بني العاصم في بلاد بني الحارث مع مطاهيره والبير والصوح وعماره مسجد بني زياد في بني الحارث مع البير والمطاهيروعمارة نافعه. في مسجد جدر من بني الحارث مع مطاهيره منقول من كتاب جوامع صنعاء للمورخ القاضي محمد الحجري #محمد_حسين_العمري

(علي ولد زايد )

  1. (علي ولد زايد ) قد يفاجئك جدك أو شيخ كبير في السن بمثالٍ بليغٍ وحكمةٍ مأثورةٍ من أمثال وحِكم علي بن زايد.. تحتار في بلاغة المقال وعمق المعنى والمفهوم والتي تشبه إلى حدٍ ما أقوال وحِكَم أرسطو وأفلاطون وسقراط في العصر القديم، وبين كتب ومحاضرات تشارلز ديكنز وسكوت وات وإبراهيم الفقي في عصرنا الحاضر.. وحقيقة القول إننا أمام فيلسوفٍ يمنيٍّ نادر، عالم فلكيّ دقيق في ترصد الظواهر الطبيعية والفصول، تُرجمان للنجوم والمعالم الزراعية، أسس بذلك فلسفةً شعبيةً يمنيةً خالصة، إننا في جمهورية علي بن زايد، في ظل حُكُمه ومدنه الفاضلة، وشعبيته النابعة من وسط قلوب وعقول اليمنيين، من حبهم وعشقهم للأرضِ والخيرِ واليُّمنِ والبركات.وعلي بن زايد هو أشهر حكما اليمن الشعبين وأشتهر بهذا الاسم دون نسبه إلي قبيلة اوإلي،مكان واكثر الناس انهم يرون لا يُعرَف بالتحديد مكان وتاريخ ولادته ووفاته.أما عصره. فلايمكن تحديده إلا بأنه عاش بعد ظهور الإسلام وبعد استقرار اللهجات اليمنية كماذكر المؤرخ الشاعر المرحوم مطهر الإرياني و
يرى كثير من المؤرخين أنه من أهل قرية (منكث) ـ في حقل (كتاب)، أو (قتاب) ـ ما بين مدينة (يريم)، ومدينة (ظفار)، العاصمة الحميرية القديمة، وذلك لورود اسم هذه القرية في كثير من قصائده، مما يدل على أنه من سكانها، ومن ذلك قوله:
بالله يا بيض (منكث) كُثر الكلام بطِّليـنه حلفت يا رأس (بـدرهْ) لابد ما تبصرينــه قالوا تغدت بـ(ميتـم) وغسّلت في (عُدينهْ) ويصفه الشاعر اليمني الكبير/ عبدالله البردوني بالقول: «إذا عرفنا أنَّ (علي بن زايد) هو كل الشعب اليمني، وأن زمانه هو كل الأزمان، كما أن قريته هي كل القرى، لأنه عبَّر بكل لهجات الكل، ولا يعبر بلهجات كل الشعب إلا كل الشعب، على أن الحكايات التي أنطقت (علي بن زايد) هي بعض يوميات الناس»(1) ومما سبق فإن علي بن زايد هو في كل بيتٍ من بيوت اليمنيين، في كل حقلٍ من حقولهم، في كل سهلٍ ووادٍ وجبل، في الذرى الشاهقة والمدرجات الزراعية، في الريف والحضر، ينشد أحلام وآمال اليمنيين، ينهض من أوجاعهم وآلامهم، يقف مع صغيرهم قبل كبيرهم، يعلِّم ويدَّرِس ويُدرِّب الناس مواقيت ونجوم زراعتهم وحصادهم.
فالتراث الشفهي (اللامادي) في اليمن غنيُّ بتفاصيله وأنواعه، فالزوامل(2)، والبالة(3)، والمهاجل(4)، والأهازيج(5)، الأغاريد، الترانيم، الأغاني الشعبية، وأغاني ألعاب الأطفال، الحكايات، والأمثال(6)، وغيرها من أصناف ألوان التراث الثقافي والأدب الشعبي، والتي حافظ عليها اليمانيون جيلاً بعد جيل في الريف أو الحضر برغم محاولات القضاء على تراثنا الثقافي وموروثنا الحضاري.. ولعلنا هنا سنتكلم عن جزئية من هذا التراث العظيم والمتمثل بالأمثال الشعبية التي يتداولها الناس في حياتهم، في مأكلهم ومشربهم، في زراعتهم وحصادهم، وبطلها هو الحكيم والفيلسوف اليماني/ علي بن زايد والتي دفعَّت جزالة ودقة وبلاغة أقواله وأمثاله وأعرافه بالمستشرق الروسي/ أناطولي اغار يشيف لكتابة كتابٍ باللغتين العربية والروسية عنونه بـ(أحكام علي بن زايد)، ورتَّب فيه هذه الأقوال والحِكَم، وفصلها في أبوابٍ ومواضيع منسقة ومحددة، بل وحاول وزنها على ضوء علم العروض للخليل بن أحمد الفراهيدي، ولكن أقواله وحِكمه لم يتم التطرق لها من قبل الأدباء والشعراء والكُّتاب اليمنيين والعرب ولم تخضع للبحث والدراسة والتقنين؛ إلا من بادرةٍ حسنةٍ للمرحوم الشاعر اليمني الكبير/ عبدالله البردوني الذي أفرد فصلاً كاملاً في كتابه «فنون الأدب الشعبي في اليمن» عن حكيم الشعب علي بن زايد، تناول فيها الخلفيات الحكاياتية لبعض أمثاله، أعرافه، حكميَّاته، شعريته، كما عنون ديواناً شعرياً له - للبردوني - بـ(رجعة الحكيم ابن زايد)، كما دوَّن العميد المتقاعد/ يحيى بن يحيى العنسي بعضاً من أقواله الخاصة بالمواقيت الزراعية في كتابٍ أصدرته بمناسبة صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م(7) ولكن؟!!! يعتبر علي بن زايد بحراً من الأقوال والحِكَم، ومن الفلسفة الغريبة والعجيبة، التي لم تكتشف بعد.
فمن هو هذا الحكيم المطمور والمغمور؟!
علـي بـن زايـد، الحكـيم والفيلـسوف، الأديـب والشاعر الأسـطـورة، الـعـالـم الفـلـكـي والنفســي، الخبـير والمُعلِّـــم الزراعــــي، أحـــد أشهـــر الحكمـــاء اليمنيـــين، بـــل أكـــثرهــم ذكـــاءً ودهـــاءً وحـــذقـــا، وافـــر الأمــثـال والحِــكَم والأعــراف التـي تتـــــداولها أجـيال تلو الأجيال، وعصور بعـــد العصور والأزمـــان، فهـــو ابـــن الماضــــي ورفيـــــق الحــــــــاضر وصديق المستقبل. من هو علي بن زايد وما هو اسمه الكامل؟ أو ما هي أسرته وقبيلته؟ ولكن!! وبحسب المتداول لدى عامة الناس فعلي بن زايد – لا يُعْرفُ بقية اسمه أو حتى لقبه– هو من مواليد قرية منكث، قضاء كِتاب – بكسر الكاف – التابع لمديرية يريم، محافظة إب من أوساط اليمن، لا يوجد تحديدٌ موثقٌ وصحيحٌ لتاريخ ولادته ولا حتى لوفاته، وهناك من حدَّد زمانه بفترة نهاية القرن الحادي عشر للهجرة، بداية القرن الثاني عشر للهجرة (أي خلال القرن الثامن عشر الميلادي)، أما عن حياته فيشتهر بأنه تنقَّل في العديد من المناطق والمدن والقرى اليمنية، وقد وردت بعض منها على لسانه وفي أقواله ومنها «عُدينه(9)، سُمَاره، سُحُول ابن ناجي، بيت عِلمان، ضوران آنس، رصابة، موزع...الخ».
وأما بالنسبة لحالته الاجتماعية فقد تزوج بثلاث نساء إحداهنَّ ابنة عمه، وقد وردت حكاية ظريفة دارت بينه وبين نسائه الثلاث.. حيث تقول الحكاية: كان لعلي وِلْد زايد، ثلاث زوجات، إحداهن ابنة عمه كان يسكن معهن في بيته المتواضع، مرَّ الوقت، فألمت به فاقة - فقرٌ مدقعٌ - فخرج من بيته ذات ليلةٍ في طلب الرزق، أو الاقتراض لسد الرمق، فلم يعثر على شيء، فعاد في الليل متخفياً، وصعد إلى سطح منزله متأملاً في حركة النجوم، يفكر في حاله، فسمع نساؤه يتحدثن فيه، تقول ابنة عمه: أين ذهب علي بن زايد يا تُرى؟ فقالت إحداهن: ذهب يسرق وسيحلف أنه ما سرق، وقالت الأخرى: ذهب يزني، فأجابت ابنة عمه: ألا تصبرن على الرجل ولا ليلة واحدة، ولكنكن تنكرن الجميل وتهتكن الستر، ثم ذهبت ابنة عمه، وأحضرت بعض الحبوب التي أخفتها بين علف الإبل، وصنعت منها طعاماً، إذ كان ينفد عندهم ما جُمع من الحبوب قبل انتهاء السنة، فيضطر علي بن زايد للاقتراض، ولكنه في تلك الليلة لم يجد شيئاً، بل اتهم من قبل زوجتيه بأنه سارقٍ، وزانٍ، وحلاّف، فلما سمع ذلك الحديث منهن، ونظر ما صنعت ابنة عمه، فغرَّد بقوله:
يقول علي بن زايد..
من عادة الفقر الأخلاف(10)
أمسيت من فقر ليلة
سارق وزانِ وحلاَّف،
فقام فوراً بطلاق زوجتيه الاثنتين، وأنشد يقول:
يقول علي بن زايد..
ما يجبر الفقر جابر،
إلا البقر والزراعة،
وإلا القلم والدفاتر،
وإلا جمالاً تسافر،
تقبل بكل البضاعة،
وإلا مرة(11) من قبيلة،
فيها الورع والقناعة،
تُدَّبر الوقت كله، كنه(12) لديها وداعة”
فهذه الحكاية وبعظمة ما تحتويه من معانٍ ودلالاتٍ لعمليتي الشك والنكران للجميل حتى من أقرب المقربين إليك، فلا تزال هذه الأبيات متداولةً إلى حد الآن لما فيها من بلاغة وحِكمة لكيفية محاربة الفقر والجوع وقد حث على ذلك بأربع طرقٍ تتمثل في: الزراعة، والتعليم، والتجارة، ولعل آخرها الاختيار للنساء الصالحات ذوات الحسب والنسب، والورع والقناعة..
الحكيم.. وحربه على الفقر والجوع:
كان الفقر والجوع - ولا يزالا - هما الداء الذي ليس له دواء في حياة اليمنيين، وقد كانت لحكيمنا - علي ولد زايد - صولات وجولات في مقارعتهما، مستندا لقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)، فأسَّس وشرَّع فلسفةً جديدةً تحارب وتصارع الفقر والجوع وتدعو إلى الفلاحة والتعليم معاً.
يقول علي وِلْد زايد..
لا رزق يأتي لجالس
إلا لأهل المغارس(13)
ومن قرأ في المدارس
بل ووصل به الحد من شدة خوفه وهلعه من الجوع أن شبهه بالموت الذي لا نجاة منه، فنراه ينصح الناس بالنزول إلى منطقة السحول بمحافظة إب ذات الخضرة الوافرة والرزق الكثير فيقول:
يقول علي وِلْد زايد..
إن كنت هارب من الموت
ما أحد من الموت ناجـي
وإن كنت هارب من الجوع أهرب سحول ابن ناجي
أقواله في الفلاحة والزراعة:
في معظم مناطق اليمن، قراها ومدنها، جبالها وسهولها ووديانها، تردد وتترنم بأقوال علي بن زايد وإرشاداته الزراعية، ولعلها النصيب الأكبر من أقواله وحِكمه، فكان يطلق أجمل الأوصاف على الأرض والزراعة، على الثور وهو يجرُّ المحراث خلفه ليصنع أتلاماً(14) متناسقة وجميلة، تفتح ذراعيها ممدودةً لاستقبال غيث السماء، وتحتضن بين جنباتها للصِيب - حبات الزرع، وإيماناً منه بالقول المأثور (أن يأكل مما يزرع) فهو يدعو عامة الناس إلى ضرورة التمسك بالزراعة كونها الكنز العظيم والخير الوفير.
ولا غرابة أن نجد ترابطاً بين تلك السلاسل الزراعية المتمثلة بالمدرجات وبين هذه الفلسفة العظيمة لرجلٍ بسيط هو علي وِلْد زايد، فمن هنا تتضح عظمة الإنسان اليمني، وتجلو عزيمته التي أدهشت العالم أجمع لتصميمه الفريد الذي حوَّل الجبال والمرتفعات العالية إلى حواضنٍ للرزق الكثير ليقاوم الفقر والجوع والمرض وهو الثلاثي المرعب في حياة الإنسان اليمني قديماً وحديثاً، وبحياة الشعوب والأمم بشكلٍ عام.
وعادةً ما تقاس أي حضارةٍ أو أمةٍ أو تاريخٍ إلا بما تركته للأجيال من إرثٍ وموروث، من بنيانٍ ونظمٍ حياتية، فاليمنيون – وابن زايد واحدٌ منهم – تركوا بصماتٍ تاريخيةٍ وشواهد حضارية لا زالت قائمة حتى الآن، فالفلسفة الغريبة والعجيبة جداً لحكيمنا والبعيدة كل البعد عن الخرافيات والأساطير وعلاقة الإنس بالجن والسحر والشعوذة وغيرها، وسأورد بعضاً من فلسفة اليمنيين الحياتية والمتمثلة في النجوم والمعالم الزراعية – كما يسميها هؤلاء المزارعون– وتُحدَّد بـ 13 يوماً وتحسب كشهورٍ ذات أعدادٍ فردية تنازلية تبدأ من (شهر 25 – شهر 23 – شهر 21.....الخ) وتسمى بالنجوم، ومنها: (نجم الجَحر(15)، نجم العِلب(16)، نجم سهيل(17)، ونجم الروابع(18)، ونجم الصَّواب(19)، ونجم علاَّن، والثلاث، والخامس، السادس، السبع، التسع.... الخ) فيدّون لنا وللتاريخ علي ولد زايد عن نجم سهيل مثلاً بقوله: أنـــــــــــــــــــــــــا سهــــــــــــــيــــــــــــــــل.. أنـــــــــــــــا سهـــــــــيــــــل
فــــــــــــــــــي ليــــــــــــلتــــــــــي ســـبـعـــــــــــــــين ســــــــيــــــل
أنا سهيل.. أدخل على الحلبة(20) بليل
وأقطـــــــــف كحــــــــــيل(21)
وأيضاً يقول في نجم سهيل، كونه من أفضل النجوم الزراعية في اليمن:
ما في النجوم إلا سهيل
أوصـــــيـــــــك يـــــا جمَّال لا تسافر
عـــنـــــــــــــــد مطـــــــــلـــــع ســــهــــــــــــيل
أو فــــــي مغيـــــب الظــــــــــــــوافر(22)
يا لله جارك من مغيب الظافر
عنيت(23) الأول ما عنيت الآخر
الليــــل بــــــارد، والنهــــار هواجر(24)
وهنا يتغزل في الزراعة وتفاصيل مواسمها، ومتى بذر الأرض وتجهيزها وحرثها وإزالة الشوائب والأشجار الضارة بها، كما يحث على وجوب المواظبة على الحرث والغرس في الأوقات الزراعية المناسبة وأن يبادر المزارع بالقيام باكراً وأن يظل أيضاً حتى الغلس أو غروب الشمس حتى ينال حظه ورزقه من الزراعة وما تنتجه من خيراتٍ ونعمٍ وفيرة التي قد تفوق التجارة بكامل أرباحها:-
ماريت(25) مثل الزراعة
مــــاريت أنـــا مثلــها شي
الـــــــــوقــــــــت كـــــــــــله متالــــم(26)
غيــر المــذاري(27) لها أوقات
* * *
تــــــلـــــــــــــم الــــــــــرجــــــــــــــال الثـــــــــــابــــــــت
يقلــــــــــــع الــــــــزيــــــــــــل(28) الـــــــــــــنـــــــابـــــــــت
أيــــــش يبــعــدك يـــا زيـــل يــا نوبـــــاني
حلي(29) العُتُم والعِبْلة الصنعاني
* * *
مــــن لــــم علـــى البيــض(30) يـبــــتـِّل
ومــــــــــــــــن لــــــم يُغـــــــلس ويُبْـــــكر(31)
لا بَخْـــــــــتَ لـــــــــه(32) فـــــي الــــــــزراعة
* * *
ذي مــــا يَشتِّي(33) ويخرف
لا بَخْتَ لـــــه فــــي الزراعة
* * *
يــــا ذيــــب إذا كنــت حــاذق 

1 - كتاب (فنون الأدب الشعبي في اليمن) - للشاعر اليمني الكبير/ عبد الله البردوني - ص (85) - الطبعة الثانية - دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنانز
2 - الزوامل: وهو ما يستنطق به الحال، وفي اللغة العربية الفصحى: هو الصوت المختلط من عدة أصوات، أما تعريفه من حيث محتواه الاجتماعي فهو تعبيرٌّ عن الحياة المباشرة من خلال الأصوات المتجاوبة.. ويسمى (زوامل) لكثرة أصوات مردديه وحسن أدائهم، ويسمى في مناطق أخرى من اليمن بـ(مهايد، أو مغارد، أو رواجز).. ويتكون عادةً من شطرين أو ثلاثة أشطر شعرية، وهناك زوامل خاصة بالأعراس، وزوامل الفرح بالأعياد، وزوامل رد العيب (التحكيم).. وغيرها
3 - الباله: ضرب من الغناء اليمني الشعبي المنتشر في معظم أرجاء اليمن , وألحانه متعددة منها مطول، ومنها سريع، ومنها طويل، وتعتبر الباله من أغاني السمر والسهرات واللقاءات المسائية, ويؤديها رجال، أو رجال ونساء معاً، وللنساء وحدهن آلات خاصة.. والأصل في الباله أن ترتجل كلماتها ارتجالاً، حيث يقف المؤدون في حلقة أو في صفين متقابلين بينما يقف (البدَّاع) الشاعر في الوسط ويلقن فريقه ما يرتجله من الشعر بيتـاً بيتاً.. ومن هنا جاء اسمها فهي من البال بمعنى الفكر، وحين يتأخر على البدَّاع نظم بيتٍ كاملٍ فإنه كثيراً ما يجعل الشطر الأول كلماتٍ تساعده على التذكر وحث الفكر أو البال فيقول: يالباله الليله الباله وياليل بال.
4 - المهاجل: وهي تشبه إلى حدٍ ما الزوامل في كونها أناشيد متحركة وتختلف نوع حركتها لأنها تؤدي للتحرك في مكانٍ واحدٍ كالحقول عند حرثها وسقيها وحصاد غلالها، فهناك مهاجل للحصاد، ومهاجل للبناء، ومهاجل للحفر، ومهاجل للأسفار... الخ، ويردد أحياناً من الجنسين في العمل المشترك بينهما.. ومن هذه المهاجل: حجر وسيري سايره *** ولا تكوني حايره.
5 - الأهازيج: وهو جمع أهزوجة، ومنها كأهازيج علاَّن، وأهازيج الرَّواح.
6 - الأمثال: جمع مثل وأمثلة، وهي التي تعلمنا تعليماً مباشراً لأنها تختصر فصولاً من الفلسفة في كلمةٍ واحدة ألهمتها تجربة أو ترجمتها كلمة من صوت الحياة وأصدائها - كتاب (فنون الأدب الشعبي في اليمن)- ص (387)
7 - كتاب: (المواقيت الزراعية في أقوال علي بن زايد والحميد بن منصور وآخرون) - تأليف: عميد متقاعد/ يحيى بن يحيى العنسي – الطبعة الأولى – إصدارات وزارة الثقافة والسياحة 2004م – صنعاء – الجمهورية اليمنية.
8 - كتاب: (طبقات المطرفية)– تأليف: أبو العز مسلم اللحجي.
9 - الاسم الثاني لمدينة تعز.
10 - الأخلاف: المساكين أو البلهاء.
11 - مرة: إمرأة، زوجة.
12 -كنه: كأنه.. وداعه: أمانة.
13 - المغارس: جمع مغرس أو غرسة أو شجرة.
14 - الأتلام: جمع تِّلم: وهو الشق والصف الواحد في الزراعة والذي يحرثه الثور بمحراثه لكي يتم بذر الأرض بالحبوب.
15 - الجَحْر: نجم زراعي يبدأ من (1 يونيو – وينتهي 18 يوليو).
16 - العِلب: نجم زراعي يبدأ من (19يوليو – وينتهي 31 يوليو).
17 - سهيل: نجم زراعي يبدأ من (1 أغسطس– وينتهي 13 أغسطس) وتهطل فيه الأمطار بغزارة وتتكرر في نفس اليوم ظهراً أو ليلاً.
18 - الروابع: نجم زراعي يبدأ من (14 أغسطس)..
19 - الصوَّاب: نجم زراعي يبدأ من (15 أكتوبر – 1 نوفمبر)..
20 - الحبلة: هي شجرة العنب، وأصلها كلمة حميرية.
21 - واقطف: بدأ العنب بالنضج بنجم سهيل.. كحيل: اسم العنب الأسود.
22 - الظوافر: معلمان زراعيان هما منزلة المقدم والمؤخر.
23 - عنيت: أي تعبت.
24 - هواجر: شدة حرارة الشمس.
25 - ماريت: ما رأيت، أو ما شاهدت.
26 - المتالم: جمع متلم وهو موسم البذار، والمتالم: المواسم الزراعية.
27 - المذاري: هو عملية بذر الحبوب بالأرض بعد حرثها.
28 - الزيل: هو نبات عشبي زاحف يؤثر على زراعة الحبوب.
29 - حلي: المحراث التقليدي الخشبي.. العتم: نوع من أنواع الشجر القوي.. والعِبلة الصنعاني: طريقة الحدادة الصنعانية.
30 - البيض: نجم زراعي، ويقال أنه ثلاثة أيام من كل شهر.. يبتِّل: يفلح ويزرع الأرض.
31 - يغلس: يتأخر حتى غروب الشمس.. ويبكر: يقوم باكراً.
32 - لا بخت: لا حظ له.
33 - يشتِّي: يعمل في فصل الشتاء.. ويخرف: يعمل في فصل الخريف.
34 - بتِّل: أفلح وأزرع مالك.
بتـِّـــل(34) فــي وسط مالك ونكتفي بهذة الأمثلة والحكم عن حكيم اليمن علي ولد زايد
* * * محمد_حسين_العمري